Thursday 15 February 2007

حادثه


كانت الساعه قد تعدت الرابعه صباحا ببضع دقائق
كان يقاوم نعاسا يحاول ان يغلق عينيه دون ان يمس عقله
انزل الزجاج وترك الهواء البارد يعبث بشعره وينقي ذهنه
كان السائق يتحدث الي زبون اوقعه الحظ السيء بجواره في اخر الليل: تعرف دول مسكوا الواد اللي ضرب الضابط عند الركن
اه ماهو الضباط دول ولاد ..... وطالعين فيها ع الفاضي , تلاقيه طول لسانه ع الواد والوادماستحملش-
لا ياعم ده طار قديم , الضابط ده قتل اخو الواد-
ياراجل-
ايوه ماتفهمش كان في حمله ولا ايه وضرب اخو الواد لغايه م مات-

:وهنا تدخل الرجل في الكرسي الخلفي
ايوه ده حتي كان فيه ضابط تاني معاه والركن كان مليان والواد داخل قاصد ياخد طاره-
وتداخلت الاصوات بين مؤيد ولاعن

نظر للظلام الجاثم علي الافق واغمض عينيه امام الهواء
لايدري سبب الشجن الذي يحس به اليوم
ليس حزن ولكنه ميل للوحده والتفكير
فليكف فقط كل هؤلاء عن الحديث وليعيشوا لحظه صمت
كان من الواضح انهم يخشون الصمت او يخشون النوم او يخشون البرد او يخشون السفر في الظلام
فكلما اغلق باب الحديث فتحه احدهم

لم ينقضي عليهم ربع ساعه معا وانهمك كل اتنين او ثلاثه في حديث كانهم اصدقاء منذ زمن
ثلاثه من الشباب قد وحدهم الحديث عن المستقبل
واثنان من ذوي الجلابيب قد انهمكا في حديث
وبينهما رجل يرتدي بذله وقد ضاق بهم ذرعا

يمكن انه لهذه البساطه وهذه الطيبه الظاهره يحب هذا الشعب
شعب عشري زي مابيقولوا

التقطه الساثق: بتدخن يا بيه؟
لا والله شكرا ياسطي-
كان من الواضح انه سيبدا حديثا لا ينتهي

التقطت عيناه السياره التي امامهم وقدانفجر اطارها فانحرفت عن الطريق بسرعه جنونيه وعبرت الرصيف الفاصل الي الاتجاه المعاكس
ثم زحفت عليه قليلا وصعدت الرصيف الجانبي متجهه نجو الحائط ولكن كتب الله لهم النجاه فعمل الاطار المنفجر كفرامل استدارت حول الاطار المعدني للعجله فقلل السرعه حتي توقفت السياره علي بعد سنتيمترات من الحائط

توقف السائق ونزل ليري مايحدث وتبعه الفلاحان ثم الشباب ثم الرجل في المقعد الخلفي ثم صاحبنا
نظر الرجل الذي يرتدي بدله في ساعه يده
وتأفف ثم نزل

كان سائق السياره الاخري هو اكثر المتضررين فيبدو انه قد ارتطم صدره بعجله القياده
ولكنه كان يسير علي قدميه فدار حول السياره بقلق ليتفحص اضرارها
كان من الواضح انه قلق علي راس ماله الذي لا يملك غيره
فاطمان صاحبنا انه لا يعاني من كسرفي الضلوع او نزيف داخلي ثم تركه لقلقه
كان الركاب قد استدارو حول السياره ليرفعوها ليعيدوها لمجري الطريق
فاستدار صاحبنا للمساعده
نظر لصاحب البذله فوجده ينظر في ساعه يده
ثم الي المكان الفارغ بين الفلاحان
ثم شمر عن ساعديه وتقدم للمساعده

انزلوا السياره ثم تصادف مرور عربه نصف نقل فتحدث معها السائقان لتقوم بسحب السياره الي البلده
وقف سائقنا قليلا ليشاهد عمليه السحب
يلا ياسطي-
كان الركاب قد رجعوا الي السياره واستقروا بها
حاضر يا جماعه الدنيا مش هتطير-
انطلقت السياره وانطلق صاحبنا مره اخري مع افكاره

ولكنه لم ينس ان يستدير براسه لينظر الي مقعد الفلاحين ليري صاحب البذله وقد وضع يده علي كتف احد الفلاحين وهما يستمعان الي موقف مشابه لموقف الحادثه من الفلاح الاخر

استدار مره اخري الي النافذه وابتسم

2 comments:

sara... said...

هى دى اخرة النم على الظابط
بس حلوة
تحياتى

حصان بري said...

ماتفكرينيش سحبونا بعدها ع القسم وفين يوجعك
شكرا ع الزياره يا ضباب