Saturday 27 October 2007

Destiny

مشهد 1-أ
يخطو بحطوات مرهقه الي داخل منزله
يسقط الحقيبه علي المائده ويسقط معها علي مقعد الصالون المواجه للشرفه ,
يعود برأسه الي الخلف ليسترخي , يغمض عيناه للحظات , كان يوما طويلا
يفتحهما ناظرا الي السماء عبر الشرفه
احدي ليالي الربيع الاخيره , يحاول ان يضفي عليها نسمه معتدله للتلاقي مع سماء الصيف الصافيه.
قام من مقعده متجها الي الشرفه.
ياخذ نفسا عميقا وهو يمد يديه علي اتساعهما, تلامس يده اليمني ملمسا ناعما .
فيستدير ليجد تلك النبته التي استاجرها مع الشقه وقد ظهرت بين اوراقها زهره صغيره ورديه اللون
, لم يهتم ابدا بتلك النبته وانها لمعجزه كونها علي قيد الحياه عوضا عن كونها تزهر.
يقترب بانامله منها ثانيه ليتلمسها برفق وعينه تنظر اليها وذهنه يذهب الي الا مكان .
ترتسم علي شفتيه نصف ابتسامه وهو يسترد يده ويعود الي عقبيه الي داخل المنزل
تذكر تليفونا هاما مع المستشفي لمتابعه احد المرضي
رفع السماعه وطلب الرقم ليمسك بيده الاخري ريموت التلفاز ليضيئه
اضاءت شاشته عن فيلم
Sleepless in Seattle
فيلم قديم ولكنه من مفضلاته
يشعر بالوحده هذه الايام
رغم كل العمل والعائله والاصدقاء
الو
افاق علي صوت موظف استقبال المشفي علي الجانب الاخر من الهاتف
اطمئن علي مرضاه واوصي ممرضته ببعض التوجيهات
سيحتاج منه ان يكون في المشفي في السابعه والنصف صباحا
اغلق الهاتف والقي نظره علي الفيلم الذي قارب علي النهايه
ثم اغلق التلفاز وقام متكاسلا الي غرفه نومه

مشهد 1-ب
تعقص شعرها خلف راسها وهي تقوم عن مكتبها , يكفي هذا القدر من الاستذكار لليوم :قالت لنفسها.
نظرت الي الساعه التي تعدت منتصف الليل بقليل
خرجت الي الصاله
لا احد , يبدو ان الجميع قد نام
تذكرت انها اختلفت مع صديقتها اليوم كعادتهما في تلك الايام الماضيه
لقد صارت عصبيه بشده , وهي ايضا
حسنا , سحبت سلك الهاتف الي الشرفه لتحدثها
لم يتعاتبا كالعاده ايضا , ولكن اتفقا ان تمر علي صديقتها قبل الكليه ليذهبا سويا
اغلقت السماعه لتنظر الي السماء وهي تبتسم:
دائما ما يختلفن بشده في الصباح لتتصل احداهن في المساء كأن شيئا لم يكن
نعم هي عصبيه بشده ولكنها طيبه القلب , وصديقتها منذ الطفوله
تناهي الي اذنها صوت موسيقي مألوفه
يبدو ان جارتها تشاهد التلفاز
لم لا؟
تركت الشرفه لتضئ التلفاز
تنقلت قليلا بين القنوات ثم
Sleepless in Seattle
الان تذكرت لماذا تبدو تلك الموسيقي مألوفه
انها تعشق هذا الفيلم
احضرت هاتفها المحمول بجانبها ليوقظها في السادسه حتي يكون امامها وقت للعبور علي صديقتها
وافترشت الارض امام التلفاز بالطريقه التي تعشق بها مشاهده الافلام
واسندت راسها علي يديها
مشهد 2-أ
السادسه والنصف صباحا

-المصري اليوم ياعم ابراهيم
-اتفضل يا دكتر علي
فرد الجريده امامه ليعبر ببصره علي عنواينها الهامه ثم لم يلبث ان ادخلها حقيبته
لم ينم جيدا ولكنه مع هذا استيقظ من تلقاء نفسه
يشعر بنشاط وانطلاق اليوم
لا يدري مصدر اي منهما
سيسير قليلا في الشارع الرئيسي قبل ان يأخذ الاوتوبيس الي المستشفي

يسير قليلا
ثم يشرد في مريض الأمس للحظات
حتي يكاد يصطدم بفتاه تخرج لتوها من شارعها
تتلاقي عيناهما
انه يعرف تلك الفتاه
تنظر له للحظه ثم تطرق الي الارض
ينتبه لنفسه
اسف يا انسه
ويتعداها ليكمل طريقه
حسنا لقد رأها من قبل في اي مكان ولكنه لا يتذكر
هذا كل ما في الامر
لم يشغل عقله؟
يكمل السير قليلا ثم يجد الاوتوبيس خلفه فيوقفه ثم يركب

مشهد 2-ب
السادسه واربعون دقيقه

نعم تلك البنايه
الدور الثالث
تفتح باب الشقه وهي تودع والدتها
تنزل سلالم البنايه قفزا وهي تطلب رقم صديقتها كي تنتظرها اسفل بيتها
-خلاص خلاص كويس برضه علشان منتاخرش
اقابلك في الكليه
هكذا اغلقت الخط

-صباح الفل يا عم محمد
-ياصباح الياسمين انسه مريم

نعم انه صباح الياسمين
قالت لنفسها
تشعر اليوم بنشاط وانطلاق لا تدري مصدرهما
خرجت الي ناصيه شارعها وهي تحث الخطي فيما يقارب الجري
حتي انها كادت تصطدم بشاب
تتلاقي عيناهما للحظه
انها تعرفه
ثم تنتبه لنفسها فتخفض عيناها الي الارض
حسنا لقد رأيتيه من قبل في مكان ما ولكنك لا تذكري , ماذا في هذا؟
لم تشغلي عقلك؟

هكذا فكرت ثم ادارت وجهها لتنتظر الاوتوبيس

مشهد 3
يصعد الي الاوتوبيس
لا يوجد مقعد شاغر
حسنا لقد استيقظ الجميع مبكرا اليوم
لحظه هناك مقعد ليس عليه سوي حقيبه
وبجانبه فتاه تضع سماعه في اذنها وتعطي وجهها للنافذه
يقترب حتي يجلس....
انها هي
تلك التي اوشك علي الاصطدام بها
لم يدري لم تذكر تلك الورده التي وجدها في شرفته البارحه
نظر الي جانب وجهها للحظه ثم ابتسم وهو يقول :
-تسمحي اقعد

كانت تستمع الي صوت فيروز ثم تسمع صوتا يطلب الجلوس فاستدارت لتري ابتسامه ساحره
انه هو
ارتبكت قليلا ثم رفعت حقيبتها من الكرسي المجاور
جلس ثم اخرج الجريده من حقيبته
ووضعت السماعه مره اخري في اذنها

كان كلاهما يفكر
كانت عيناه علي السطور , وعقله يفكر :بها شئ لا يدري ماهو؟
كانت الكلمات تعبر اذنها , وعقلها يفكر :به شئ لا تدري ماهو؟

لم يركز فيما يقرأ فطوي الجريده ووضعها امامه وامال راسه للخلف وهو يتمتم:
When marimba rhythms start to play
Dance with me, make me sway
Like a lazy ocean hugs the shore
Hold me close, sway me more

كانت تستمع الي
sway
عندما سمعت من يتمتم:

Other dancers may be on the floor
Dear, but my eyes will see only you
Only you have the magic technique
When we sway I go weak

استدارت فوجدته ينظر اليها

Monday 22 October 2007

مود ما بعد محاضره الباطنه الاخيره

ناموسه وقعت في كاس ويسكي
طلعت تقول وسع النسر

مع الاعتذار للخشاب

Friday 19 October 2007

الفتح الاسلامي..... فتح ام غزو؟

قال الشاعر الإنكليزي " سوذي " يصف جيوش المسلمين التي غزت أوروبا بعد فتح الأندلس: :-

جُمُوعٌ لا تُحْصَى ...
من عرب ، وبربر ، وروم خوارج ....
وفُرْس ، وقبط ، وتتر ، قد انضووا جميعاً تحت لواء واحد ...
يجمعهم إيمان ثائر ، راسخ الفُتُوُّة ....

وحَمِيِّةٌ مُتَلَظِّيَةٌ كالشَّرَر ، وأخوةٌ مذهلة لا تفرق بين البشر

تسائلت منذ فتره طويله
هل كان الفتح الاسلامي غزوا؟
وما الفرق بينه وبين الحملات الصليبيه؟

يعني مثلا تخيل نفسك قبطي عايش في مصر قبل الفتح
يدخل عليك جيش تحت رايه دين جديد
طبيعي تشعر انه غزو لوطنك وثقافتك

وهكذا وقفت:
هل كان من الافضل ان ينتشر الدين الاسلامي كما انتشر الدين المسيحي؟
عن طريق الدعوه وفقط
ام كان من الضروري فتح البلاد

اسئله كثيره
سألتها كشخص غريب عن الاسلام
اغلبها جارح لاصل السماحه في هذا الدين
ولكني حاولت ان اكون حياديا لاقصي حد

ولكي نجيب عليها سنعود بالزمن الي تلك الفتره:
كيف كان الوضع؟

تقاسم العالم في تلك الفتره امبراطوريتين كبيرتين:
الفارسيه والرومانيه
ذلك ماعدا شبه الجزيره العربيه
وذلك لسبب بسيط:
ان اي منهما لم يجد فيها موارد تدعوا لغزوها

وبالطبع هاتين الامبراطورتين حصلتا علي تلك الرقعه الواسعه من الارض عن طريق الغزو
فمصر مثلا كانت فرعونيه قبل الغزو الروماني

وتصادما كثيرا في منطقه الشام
تريد كل منهما ان تضيف بضعه امتار الي نفوذها

اما عن حال البلاد تحت لوائهم
فكانت بنظر الرومان مجرد مخازن الغلال
يعامل اهلها كالعبيد
يزرعون لروما
ويعملون لروما
وبالطبع هذا موجود في كتب التاريخ كنقاط بديهيه

يعني قبطي عايش في مصر
اولا : وطنه مش حر
ثانيا:حريه العقيده كفلت لهم فقط بعد ان تنصر الامبراطور الروماني
وقبلها كان عصر الشهداء كما عرفنا جميعا
ثالثا: الرومان كانوا يجبون الضرائب بشكل باهظ ويجمعون المحاصيل ليرسلوها الي روما

يعني كان عايش تحت ظل غزو بكل ما في الكلمه من معني

ثم يدخل جيش تحت رايه دين جديد
دين سماوي يصدق بما جاء به المسيح وموسي
فيدخل فيه اغلب السكان
ويكفل حريه العقيده للباقين
اما بالنسبه للجزيه علي غير المسلم فكان علي المسلم زكاه ايضا
واعتقد كانا نفس القدر من المال
وكلاهما كان يذهب لبيت المال ليوزع اغلبه علي الفقراء

هذا كان الفتح الاسلامي وظروفه
وطبعا الحملات الصليبيه غنيه عن الذكر
مذابح ونهب صريح

هذا ليس فرق بين الاسلام والمسيحيه
فكما قلت المسيحيه انتشرت عن طريق الدعوه
وكان المسيح (عليه السلام) رسول السلام والمحبه
ولكن الحملات الصليبيه لم تعبر ابدا عن فكر المسيح

وفي النهايه:
بعض المسيحين الموجودين بمصر يعتبرون الفتح الاسلامي لمصر غزو لوطنهم وثقافتهم
وهو ما يتعارض ببساطه مع التاريخ
ومع نسبه المسيحين الان بين الشعب المصري

تحديث:
تسائلت عن سبب توقف الفتح الاسلامي في اوروبا عند الاندلس
سمعت عن معركه بلاط الشهداء في فرنسا ولكن لم يتح لي الفرصه للقراءه عنها بالتفصيل
لغايه لما جالي ايميل فيه تفاصيل المعركه
طبعا مش هينفع انشره هنا والا هيبقي بوست طويل قوي واجباري

نشرته في مدونه الكتب
واللينك هنا
للي يحب يقرا عنها

Tuesday 2 October 2007

الاتترنت : عالم موازي

من اهم خصائص الانترنت
انه عالم مواز لا يخضع لمقاييس العالم الحقيقي الذي نعيش فيه
تستطيع ان تظهر فيه فقط مايحلو لك ان تظهره

وان تخفي ماتخشي اظهاره

كما تستطيع ان تهرب اليه من حقائق الحياه

او من فشل في الحياه العمليه
فتستبدله بنجاح خيالي يتواجد فقط في ذلك العالم المواز

الكلام لافف شويه
نبسط الصوره:)

الانترنت هو عالم بلا رقيب
بلا حدود

اذا اعتبرناه اعظم اختراعات البشر حتي الان فلن نبتعد كثيرا عن الحقيقه

لقد احتجز لنا الكره الارضيه بداخل غرفه صغيره
تستطيع من خلاله ان تجول العالم كله وانت تحتسي قهوتك الصباحيه

اصبح كالاخطبوط يساعد في كل مجال واي مجال

قفز بالبشريه مائه عام علي الاقل الي الامام

ولكن ليس هذا مقال عن مميزاته
بل عن اثره السلبي علي شباب العالم عامه وشباب العرب بوجه خاص كما يلي:

انتشرت في الثلاثه سنوات الاخيره المنتديات والمدونات بشكل كبير بين الشباب العربي
وهذا ان كان في احد جوانبه مؤشر جيد لدخول عصر التكنولوجيا

الا انه علي الجانب الاخر اصبح كبوابه عبور
يتحول
شبابنا عبرها تدريجيا من عالم معقد له اسس وقواعد يصعب فيه النجاح وهو حياتهم العمليه
الي عالم لا
يحتاج النجاح فيه اكثر من بعض الوقت وعده ضغطات علي لوحه المفاتيح وهو عالم المنتديات والمدونات

من عالم تواجههم فيه الضغوط والعقبات
الي عالم اقصي عقباته هو انقطاع التيار الكهربائي

فصار الشاب يقضي جل وقته فرحا بذلك النجاح الخالي من المجهود

يهرب من فشل حياته اليه
بل ويهرب من اي صعوبه يواجهها خلال حياته اليه
اصبح كعالم الاحلام بالنسبه له

وبما انه قد فشل في حياته العمليه
فستجد ثقته بنفسه في اقصي درجات انحدارها

فيحاول تعويضها بوقت اكثر في ذلك العالم المواز

كي يجني نجاحا سهلا فيه ويهرب من مواجهه فشله في الحياه

فيدمن ذلك العالم شيئا فشيئا
ويصير عالمه الاصلي بالنسبه له كانه كابوس يتمني ان يستيقظ منه سريعا ليعدو الي عالمه الجميل
وفشل يتبعه فشل في حياته
يربطه اكثر بعالمه المواز
ويدور في دائره مغلقه تنتهي بانسان فاشل كليا

هذه ليست قاعده بالتاكيد
فالكثير من نشطاء الانترنت والمدونين قد نجحوا وبقوه في حياتهم العمليه

ولكن اذا بحثت ستجد الكثيرين منهم ايضا يهربون من فشل في الحياه العمليه

هو مؤشر تواجد بقوه فلا ينبغي تجاهله

لا ينبغي ان نتجاهل شابا تجده قد امتلأ حيويه ونشاطا بين مستخدمي الانترنت بينما يجلس كئيبا حزينا وحيدا في غرفته يندب فشله

لا ينبغي ان نتجاهل فتاه كالفراشه علي صفحات الانترنت تصطنع السعاده بينما ادمي الدمع مقلتيها علي حبيب غادر او تجربه فاشله

لست ادري لمن اكتب هذه الكلمات
ولا ما الحل لتلك الظاهره

ولكني وجدت هذه الظاهره وبقوه

فتحدثت عنها
عسي ان يكون صاحبها احد من يقرأ
او صديق له

فينصحه بمواجهه حياته لا بالهرب منها