Friday 22 May 2009

البشر

تقع رأسه علي صدره في غفوه منه فيعتدل
ينظر الي السرير المجاور له ويتأملها
يتأمل ذلك الجسد الممتليء والعينين الضيقتين
ذلك الوجه التي لوحته الشمس بسمرته
ا
ذلك الشعر المتهدل علي جبينها بالعرق
يتأمل امراءه تعدت الخمسون من عمرها وكانه لم يتأملها من قبل

يمد يدا غزتها التجاعيد ويلتقط يدها المكتنزه
يناجيها باسماء ابنائهم الواحد تلو الاخر

تتلأليء دمعه في عيناه العجوز
لتنحدر علي بشرته الصلبه

رجل صعيدي هو.....
كبير قريته.......
.
وهي ابنه عمه
امراته
ربه منزله
ام اولاده
امراءه كالجبل وقفت بجانبه في اشد لحظات حياته
امراءه جاهله لم تتعلم الكتابه ولكنها تعلمت كيف تقيم بيته بقوه الرجال وصلابه بنات الاصول
امراءه غفرت
اخطائه الواحد تلو الاخر

يتذكر الان فقط
ويعلم الان فقط
أانه عشقها
عشقها لعشرون سنه والان فقط يخبرها

...........................................................
صدرت تكه خفيفه معلنه نجاح عقرب رفيع في الصعود لرفيقه عند اكثر المناطق المقابله للجاذبيه في ساعه الخائط

تقلب علي سريره ثم استدار
نظر بعينان مجهدتان الي الساعه التي تعدت الثالثه
يعلم انه سيستيقظ في السادسه ليوم عمل جديد شاق
ولكنه تعدي الساعتين مستلقيا دون ان يريح جفناه المثقلان دقيقه نوم

تحركت الستائر عن باب الشرفه المفتوحه عن نسمه هواء قلت ان تأتي في ليالي الصيف القائظه تلك
استند بيداه متثاقلا وقام الي الشرفه
ليلقي بجسده علي ذلك المقعد الوثير
ويريح رأسه الي الوراء

رغم حياته التي لم تهدأ
رغم عدد اصدقاء لا تكفيه ذاكره ثلاثه هواتف يحملها
لا يجد من يهاتفه في الثالثه صباحا ليخبره انه لا يستطيع النوم

................................................
يتكوم جسده في احد اركان المسجد
المصحف بين يديه
يقرأ
ويقرأ

تعبر الايات امام عينيه كأنه لا يراها
فيعيدها
ويعيدها
يغمض عيناه كانه يستجديها البكاء
يعتصر وجهه عصرا وهو يقرا

يشعر انفاسا تقترب من وجهه, ثم:
- كثره الذنوب تميت القلب يا بني
يرفع رأسه متفاجئا
شيخا عجوزا طويل اللحيه منحني الظهر يبتعد كأنه لم يقل شيئ

ا
يهز كتفيه
يتناسي الكلمه
ويعاود القراءه
بينما يقرا تتكاثف غلاله مائيه امام الحروف
وتتساقط مياه مالحه علي مصحفه