عندما نشارك في حصار شعب يجمعنا به دين ودم ولغه وتاريخ
عندما نغلق امامهم الحدود كما اغلقت امامهم المعابر
لنتركهم يموتون جوعا
ثم للأسف يعبرون الحصار رغم انف الجميع
فنتركهم ليبتاعوا كسره خبز
نضاعف لهم في اثمانها مرات ومرات
ونعتذر للمجتمع الدولي ان الامور خرجت عن سيطرتنا
لقد اكل الاطفال
اولئك الارهابيين الذين يطالبون بوطنهم
عذرا كونداليزا رايس
ارجو ان تقدري موقفنا
ارجو الا تعتبري هذا نقضا لاتفاقنا القديم بقتل كل هؤلاء الاوغاد
لكي كل الحق ان تلومينا
بعناهم وقبضنا ثمنهم فلم نماطل في التسليم الآن؟؟؟؟؟؟؟
فلنهتف لمصر بكل فخر
هزمنا الكاميرون والسودان
والاطفال والعجزه
والجوعي والمرضي
وتعادلنا مع زامبيا
ومع قتله الانبياء
وخسرنا امام طفل يطالب بالحياه
والآن
عندما لا يعود بيدنا شئ
ولا يعود بافواهنا كلام
وقتها تنزل كلمات اللوم علي جلودنا كالسياط
تسقط اخطائنا علي ظهورنا لتضع رؤوسنا في المكان الذي تستحقه
..........................................
مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن
وحولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم في المعاجم القديمة
مواطنون نحن في مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعامنا ..شرابنا
عاداتنا ..راياتنا
زهورنا ..قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا أحد يعرفنا في هذه الصحراء
لا نخلة.. ولا ناقة
لا وتد ..ولا حجر
لا هند ..لا عفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
أسماؤنا لا تشبه الأسماء
فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمع والشقاء
********
معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا
معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بنا أحزاننا
مراقبون نحن في المقهى
وفى البيت
وفى أرحام أمهاتنا
حيث تلفتنا وجدنا المخبر السري في انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام في فراشنا
يعبث في بريدنا
ينكش في أوراقنا
يدخل في أنوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا ..مقطوع
ورأسنا ..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى
قيل لنا : ممنـــوع
وإذا تضرعنا إلى رب السماء
قيل لنا : ممنـــوع
وإن هتفنا ..يا رسول الله كن في عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقاً
غيّروا الموضوع
********
يا وطني المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التي تسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر ..أو من بنى ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف
زجاجة من دمه
أو بوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
أهداك يوماً معطفاً أو قبعة
يا وطني المكسور مثل عشبة الخريف
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من أمانينا وذكرياتنا
عيوننا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا ..ولا رعاع البادية
ولا أبو الطيب يستضيفنا ..ولا أبو العتاهية
إذا مضى طاغية
سلمنا لطاغية
...............
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم ..وضيعوا متاعهم
ضيعوا أبناءهم
وضيعوا أسماءهم
وضيعوا انتماءهم
وضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا ..ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة ..ولا بنو شيبان
ولا بنو "لينين" يعرفوننا
ولا بنو ريجان
********
يا وطنـي ..كــل العصافيـر لها منـازل
إلا العصافيـر التي تحتـرف الحريّـة
فهي تمــوت خـارج الأوطــان
********
ممنوع من الكلام
نزار قباني
يا وطني
ابكي علي حالك يا وطني