Thursday 27 November 2008

العائله

يولد الطفل وفيه غريزه التعلق بالأم والعائله
هي غريزه اساسيه لبقائه في السنوات الاولي من عمره

حيث يحتاج فيها الي الغذاء والحمايه اللذان لا يستطيعان الحصول عليهما وحده
وهذا هو تعلق المصلحه الفرديه
وهذا يدركه في المدي القريب
فما ان يستطيع الاعتماد علي نفسه في شيء حتي يطلب فيه الانفصال
يبدأ بالحركه والمشي والكلام وصعود الدرج
وينتهي بالاستقلال المادي عندما يبدأ حياته العمليه

لكن ما يأخذ وقتا كي يدركه
أنه احتاج العائله لمصلحه اخري
مصلحه متبادله
احتاج الحنان والدفء الاسري
الذي اعطي للعائله سببا كافيا للوجود ومصارعه الحياه
واعطي له الامان الكافي كي ينشأ في بيئه نفسيه سليمه

البعض يدرك هذا مبكرا عند العاشره او الحاديه عشر
فيتفاني في ارضاء اهله بشكل يراه اقرانه مبالغا فيه

والبعض يدرك هذا بعدما يتعدي الثلاثون
فيتجه الي والدته اذا بقت علي قيد الحياه ليراضيها ويعتني بها

والبعض يكتشف هذا مع وفاه احد والديه
فيتذكر مواقفه منه
وكم كان صديقا وأبا
او اختا وام
ومقابلته لذلك بالجحود والاصرار علي البعد

والبعض يستمر بدون ادراك لأهميه العائله
فيعبر المراهقه ويدخل في طور الشباب
ويقع في اختيار لفتاه احلامه او تقع في اختيار فارس احلامها
فتظهر صفات ماديه كثيره
كالجمال وحساب البنك واسم العائله والوضع الاجتماعي والوظيفه
واخري معنويه كالذكاء والمستوي الثقافي والاخلاق وغيرها

ونعفل ان هذا الشريك سيتابع معنا الحياه حتي النهايه
نغفل ان نضع امام اعيننا زوجان في الستين من عمرهما ينظر كل منهما في وجه الاخر المجعد نظره حب صادق
واخران في الاربعين تتجاذبهما ساحات المحاكم ويتنازعان اطفالا تربيت علي كره احدهما او كلاهما

..........نقطه اخري........

الشاب يخرج من عائله مترابطه ولكن ذات مستوي مادي او اجتماعي متوسط
يخرج الي حياه يشوبها الكثير من النفاق
فيجد ان الوضع الاجتماعي هو اساس معامله البشر لبعضهما البعض
ويجد ان مستواه وحده افضل كثيرا من ان يوضع في نطاق العائله
فينتوي ان يشق طريقه وحده
دون اعتماد علي اي شخص

ويجاهد كثيرا
ويكسب الكثير
ويتزوج ويكون عائلته الصغيره
ويحاول الحفاظ عليها متماسكه
وان يرفعها للوضع الاجتماعي الذي يرضي مطامعه
وهو ما يجهده بشده
بل ويشغله عن الحفاظ علي تماسك الاسره
فيخرج الابن الي نفس المجتمع
ليكرر ما فعله والده
محاولا رفع مستواه الاجتماعي عن مستوي اسرته
ويتكرر نفس السيناريو من جديد
.......................................................................
نقطه اخيره
يكثر مصطلح كبير العائله وخصوصا في الريف وفي صعيد مصر
وهو المسئول عن باقي الافراد سواء بشكل مادي او اجتماعي وغالبا ما يكون اكبر العائله سنا

شاهدت يوما كبير عائله بسيطه
كنت قد علمت القليل عن سيرته القويه التي لا تتناسب مع الجسد الضئيل الراقد امامي
وكان الرجل ولأول مره يسقطه المرض

كان الرجل بسيطا ويبدو في جسده وهن الموت

تجمعت عائلته حوله
كان الخوف الظاهر في اعينهم لا يفرق بينهم في رجل اوامراءه

كان الكثير منهم قبل ذلك يخشونه
والكثير يكرهونه

ولكن عند مرضه
اشتركت السنتهم في الدعاء له

ان الفطره الانسانيه تحتم علي اكبر افراد العائله حكمه ان يسيطر عليها
واكبر افراد الاسره وغالبا ما يكون هو الزوج ان يسيطر عليها

ليس عن ضعف زائد من الاخرين
او عن ابراز قوه من جانب المسيطر

ولكن عن فطره خلق الله فيها الرجل مسيطرا بعقله وقوته
وخلق له من الانثي زوجا يسكن اليه
ليرتكن علي حنانها في لحظات ضعفه
وترتكن علي قوته في لحظات ضعفها

5 comments:

Anonymous said...

الموضوع جميل و مهم جدا العائله بس حسيت انه بيعبر عن عناوين لمواضيع كتيره محتاجه كتير من الكلام

بس انت كنت عايز توصل ايه بالظبط؟

Anonymous said...

و متشكره قوى قوى قوى على اللينك
:)

حصان بري said...

:) تقدري تقولي كنت بفكر بصوت عالي
مش عاوز اكثر من ان الفكره نفسها تثبت
:) كل ده
سلام يا جميل

مُزمُز said...

انا عجبني البوست اوي
حلو وسلس

انا معاك في معظم اللي قلته اللي هو كان عبارة عن تأملات منطقية مفتوحة ومسترسلة بدون اي تعقيد او تخبط في النظرية

وده اللي حبيته جد برغم اختلافي مع اخر جزء في البوست الخاص بالرجل والمرأة

تحياتي لك
عيد سعيد وكل سنة وانت طيب

:)

حصان بري said...

وانت طيب
:) ممكن تكون انت صح

تحياتي يا معاذ
ونورتني