انحدرت قطره من العرق المالح علي جانب النظاره الطبيه
لتسقط علي صدر الطفله العاري
رفعت المساعده عينيها عن جهاز التنفس اليدوي ناظره اليه نظره ذات معني
أجابها بهز رأسه نفيا يمينا ويسارا وهو مستمر بانعاش القلب
عادت يديها مره ثانيه الي ذلك البالون لتملأه وتفرغه بنفس الرتابه
استدار هو ثانيه معلقا بصره علي شاشه رسام القلب الكهربائي كأنما يستجدي القلب ان يعود للعمل
كانت تلك هي المره الثالثه خلال اقل من ساعتين التي يتوقف فيها ذلك القلب الفتي عن عمله الذي بدأه منذ سنوات
ولكن هذه المره تطول وتطول عن سابقيها
تصببت قطره عرق تلو الاخري
بينما يمضي الوقت
ومعه............. يمضي الأمل
نظرت اليه المساعده نظره اخري يائسه وفغرت فمها لتتحدث
ولكنها انتبهت لابتسامه أمل بدأت في التكون علي شفتيه
استدارت الي الشاشه التي توقفت عن اطلاق انذاراتها
كان القب الفتي قد عاد لأرسال اشاراته بأنتظام متردد
ابعد يديه عن صدرها وارتكز بها علي المائده مطلقا زفره
ازاح خصله عن جبين الطفله ناظرا اليها نظره امتنان
عدل وضع الاقطاب فوق القلب
واشار للمساعده ان تتابع عملها مع جهاز التنفس
حتي ينتظم تنفس الطفله
واستدار لمتابعه مريض اخر
............................
لم تمر بضع دقائق حتي اخترقت اذنه صفارات الانذار مره اخري
لم يبحث بين المرضي هذه المره
كان يبدو ان هدف ملك الموت قد صار معلوما ذلك النهار
استدار مباشره الي نهايه القاعه حيث الطفله
وضع يدا فوق عظمه القص
والاخري فوق صاحبتها في وضع عمودي
وعاد الضغط للتتابع
وعاد عقرب الثواني للقفز السريع
وعقرب الدقائق يتابعه متقدما
بسرعه اكثر
وأكثر...........
كانت الأمل المستمد من نجاح المحاولات السابقه لا يزال عالقا في الجو
وانهالت الضغطات المتتابعه علي القلب لتجبره علي الحركه
وانهالت دفعات الهواء بداخل الرئه لتجبرها علي الامتلاء
وانهالت دمعات سيده تقف خارج الغرفه وتنظر من بعيد
وانهالت قطرات العرق لتغلف الرؤيه بغلاله مهتزه
وانهالت سنتميترات الادرينالين والاتروبين داخل القلب تستجديه ان يعود
وانهالت شحنات كهربائيه علي ذلك القلب العنيد لتيقظه من سباته
ولكن ذلك العقرب السجين داخل ساعه الحائط بدا كأنه يطعن الأمل طعنات متتابعه مع كل قفزه له
ومع مرور الوقت التي عاد فيه القلب للعمل في المره السابقه
بدا ان كل ثانيه تاليه تقتل الأمل قتلا
يتوقف صاحبنا بين الحين والاخر
يضع سماعته فوق قلب غافي
فينصت فقط الي السكون
فيعاود الضغط من جديد
.........لكن.........
مع مرور الدقائق تباعا صار الأمر واضحا
وانهار الأمل تماما مع مرور مايقرب من اربعون دقيقه بدون نبضه واحده
نظرت المساعده اليه في ايمائه من يخجل بالاعتراف
وتركت بالون التنفس دون كلمات اضافيه تلك المره
تابع هو بضع ضغطات متتاليه تتابع في الضعف
يدب فيها اليأس مره تلو الاخري
حتي انتهت الي يد ارتفعت فقط لتغلق عينان فارقتا الحياه
انطلقت الأم بداخل القاعه ملقيه بنفسها فوق الطفله متقطعه الانفاس من البكاء
ناظره اليه نظره من يرجو المواساه
لم يدري بما يجيبها سوي الصمت
واستدار بخطي ثقيله الي اول الغرفه
حيث مكتب وضعت عليه استماره لم تكتمل
عليها اسم ثلاثي لطفله في عمر الزهور