لفت الانتباه منذ اشار للعربه
شيخ ثلجي اللحيه وغطاء الرأسيتحرك بخفه في جلباب ابيض فضفاض
لم يرفع الشاب الجالس في المقعد الامامي نظره عنه وهو يصعد الي العربه موزعا ابتسامته علي الجميعلم يكن ينظر الي ذلك الجسد النحيل المنحني
والوجه المتغضن
ولكنه كان يري تلك الروح المتألقه
كان يقارن روح شابه في جسد هرم بروح هرمه في جسد يافع
تدافعت بعض الذكريات في مخيلتهتوقفت العربه بشكل مفاجيء يختل اتزان العجوز للحظه يتبعها بابتسامه وتسبيح
ينتبه الشاب لجسد العجوز النحيل فيقف ببطء مفسحا له مقعده مبتسما له
بابتسامه مازالت في الذكريات...............................................
متي تشيخ الروح؟
عندما تترسب تجاربنا بأفراحها واحزانها فوق الروح فتكسوها بطبقه تشبه الصدأ تطفيء لمعتها
كيف ولماذا تشيخ؟
للاجابه علي هذا السؤال يلزم الشرح
يتكون الكائن البشري من ثلاثه اجزاء
عقل وجسد وروح
يمر كل منهم بمراحل العمر المختلفه
ميلاد وطفوله وصبا وشباب ونضوج وشيخوخه
يكفينا اختصارهم في الطفوله والشباب والشيخوخه ليسهل الشرح
-الجسد يمر بطفوله...
طاقتها الحركيه جباره ولكن دون تحقيق انجازات تذكر
مع الشباب قد يوظف الطاقه بشكل ايجابي لتحقيق اهداف
او يهدر الجسد بشكل سلبي كالادمان او التدخين
مع الشيخوخه تقل الطاقه الحركيه ويعتمد الانسان علي خبرته الحياتيه في توظيف طاقه الجسد -القليله في ذلك الحين- بطريقه تحقق اقصي استفاده منها
-العقل كذلك
في طفولته يكون في اقصي حالات نشاطه لتعلم مفردات جديده او مهارات اوليه
ولكن يكون ذلك كاساس المنزل حيث استهلاك ضخم للمواد الخام يختفي فيما بعد اسفل البناء
مع الشباب يظهر مفهوم التخصص العقلي لينبغ العقل في نقاط معينه مع ادراكه الاساسي بباقي عناصر الحياه
وقد يفقد العقل الطريق الي التخصص فيبقي في حاله من العموميه لا يدرك فيها مكانه الاساسي او الجوهري الذي خلق من اجله
فيظل علي اهدار الطاقه سواء بشكل سلبي او غير موجه
مع الشيخوخه يلزم مزيد من التخصص من اجل توجيه افضل للنشاط الذهني الذي يكون قد بلغ مرحله معينه من الارتفاع لا يتبعها سوي الانحدار وامراض الشيخوخيه العقليه كالزهايمر مثلا
-نصل للروح حيث يصعب الشرح قليلا
ولدت الارواح جميعها مع بدايه البشريه
حيث جمع نسل ادم الي ان تقوم الساعه
ثم تمر بفتره من النقاء بدون جسد او عقل يحكمانها
تكون فيها بعيده عن دنيا البشر
يعلم الله وحده كل شيء عن تلك الفتره
حتي يتكون الجنين فتسكن الروح جسده
تخرج مع الانسان لدنيا البشر
تتأثر كثيرا بشحنات الحب العالقه بالجو المحيط بالطفل
حيث تعيش طفولتها التي ترسم ملامح الانسان
تكون فيها في اقصي درجات الحساسيه واقصي حالاتها الاجتماعيه
تستكشف البيئه الداخليه والخارجيه ...
تبحث وتطور من انفعالاتها كمرآه لحاصل جمع البيئه المحيطه مع فتره النقاء السابقه
تشب قليلا وتتخصص طاقتها الاجتماعيه في استكشاف الدوائر القريبه والمتوسطه بشكل افضل من الدوائر البعيده
مع تحديد نشاطاتها من اجل اهداف معينه كالتعارف او الحب او الصداقه او العمل
قد ينمي الانسان الجزء النقي المكون بعيدا عن دنيا البشر عن طريق الدين او الاخلاقيات او الفكر الانساني
او يسلك الطريق السلبي من خلال فكر ديني او اخلاقي خاطيء يستهلك هذا الجزء في الاتجاه الخاطيء وبالسرعه الخاطئه
مع تراكم الخبرات والتجارب الافراح والاحزان تشيخ الروح في ذلك الاتجاه السلبي
فتفقد الروح ذلك الجزء النقي
ليبقي فقط جزء الحياه المادي المعبأ بمشاكل الحياه
..........................................................
يتحكم بتلك الدوره العمريه قانونين:
1-تلك المراحل العمريه لاجزاء الانسان لا تسير بالضروره مع مراحله السنيه
فتجد الطفل ذو تفكير علمي منظم
وتجد الشاب في جسد مستهلك
وتري العجوز بروح طفل في الثانيه
2-يستطيع الانسان العوده بالعمرفي هذه الاجزاء قليلا الي الوراء
فبمحهود اكبر قد يستطيع العجوز ان يستعيد كثيرا من لياقته البدنيه
وقد يصل المهرج الي روح الاطفال فيستطيع اضحاكهم
وقد ينشط الشيخ عقله وذاكرته من خلال التمارين الذهنيه
.....................................................................
الخلاصه:
-تشيخ الروح كما يشيخ الجسد والعقل
-لا تسير الشيخوخه بشكل مواز في اجزاء الانسان الثلاثه فقد تشيخ الروح قبل الجسد او العكس
-قد يعود احد هذه الاجزاء الي الشباب او الطفوله متطلبا ذلك مجهودا اكبر
-تظل الروح علي اتزانها طالما تساوي فيها الجزء النقي المنزه عن ماديه الحياه والجسد والعقل
مع جزء البشر والشهوات والاخطاء والتجارب السلبيه
-ينمي الجزء النقي من خلال تجارب الفكر والدين والتقرب الي الخالق
-ذكر الخالق يخلق اتزانا كبيرا بداخل الانسان حيث اننا كمخلوقات لا نتزن بشكل منفصل عن خالقنا
-يضمر ذلك الجزء مع التجارب السلبيه ونزوات الجسد والعقل
-علي عكس الاجزاء الاخري فأن الفراغ هو اكبر اعداء الروح اذا لم يستغل بطريقه سليمه
-هذا الفراغ قد يحدث ونحن في قمه انشغال عقلنا بالحياه والعمل
-الثقافه العامه والاندماج مع مشاكل المجتمع المحيط تنشط الشعور بالمحيطات فتعيد الروح للشباب
..............................................
يعني بأختصار عندما نشعر بالشيخوخه تصيب الروح:
1- املا يومك بذكر الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سيجعلك الذكر تعود بالروح الي خالقها
2-قلل من فترات تأملك واندمج مره اخري في مجتمعك
ويفضل ان تشترك بأي طريقه في حل مشاكل موجوده بمجتمعك المحيط
3- اثبتت التجارب ان الأنسان يستطيع ان يكتسب عاده معينه بعد 21 يوم
وكثيرا ما اردنا اكتساب عاده حسنه او التخلص من اخري سيئه ....فنقاوم قليلا ثم نعود الي سابق عهدنا
حتي ترسب بداخلنا فكره الياس من المحاوله
حاول مره اخري مع بعض الجهد لمد فتره المقاومه قليلا وسينجح الامر
4- مع شيخوخه الروح يبدأ الاحساس بفقدان قيمه الوقت
حاول ان تعيد صياغه قيمته بالنسبه اليك وان تملأ فراغك دوما باشياء ايجابيه
5- شيخوخه الجسد في الشباب تعجل بشيخوخه الروح حيث تسجن روح شابه بجسد منهك
اجعل لنفسك برنامجا رياضيا يتناسب مع عمرك ووضعك ووقت فراغك
وفي النهايه رمز كثيرا للروح في القران والسنه بالقلب
فسأختتم بحديث وايه قرآنيه عن موت القلوب واحيائها:
1-قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم):
"تعرض الفتن على قلب المؤمن كعرض الحصير يراها عودً عود فإذا وقع في فتنه نكتت في قلبه نكته سوداء وإذا أعرض عنها تكتت في قلبه نكته بيضاء ... , حتي يصير القلب أبيضاً فلا تفته فتنه ما دامت المسماوات والأرض "
صدق رسول الله
2-قال تعالي:
((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ))
صدق الله العظيم
الحديد الايه 16